لماذا العرب خارج سباق القنبلة النووية مع إيران

توازن القوى النووية في الشرق الأوسط: كيف تجاوزت إيران العرب؟

تحليل سياسي شامل | بقلم خبير في الشؤون الدولية 

لماذا العرب خارج سباق القنبلة النووية مع إيران

مقدمة

في قلب النزاعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يبرز سباق التسلح النووي والصاروخي بين إيران وإسرائيل كعامل حاسم في رسم مستقبل المنطقة. بينما ظلت الدول العربية حبيسة المبادرات الدبلوماسية، اختارت إيران طريق تطوير القدرات الذاتية. فما هي خلفيات هذا التحول؟ وما موقع العرب من هذه المعادلة؟

إسرائيل: القوة النووية الخفية

تمتلك إسرائيل ترسانة نووية غير معلنة رسميًا، لكنها معروفة عالميًا:

  • سياسة "الغموض النووي" تجعلها غير ملزمة دوليًا.
  • تملك ما يُقدّر بـ80 إلى 200 رأس نووي.
  • وسائل الإطلاق تشمل الطائرات، الغواصات، والصواريخ.
"إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل وجود قوة نووية أخرى في الجوار، لهذا فإن البرنامج الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا" – محلل أمني إسرائيلي.

إيران: من السرية إلى الاعتراف الدولي

أطلقت إيران برنامجها النووي مطلع الثمانينات، واستفادت من:

  • تعاون مع روسيا والصين.
  • نقل المعرفة من عبد القدير خان الباكستاني.
  • دعم البنية التحتية في منشآت مثل نطنز وأراك.

فيما يلي ملخص زمني:

السنة الحدث
2002 كشف المعارضة الإيرانية عن منشآت نووية سرية.
2003 اتفاقية باريس مع أوروبا – تعليق مؤقت للتخصيب.
2015 التوصل إلى الاتفاق النووي (JCPOA) مع إدارة أوباما.
2018 انسحاب ترامب من الاتفاق وإعادة العقوبات.

البرنامج الصاروخي الإيراني: ردع بديل

عجز إيران عن بناء سلاح جو متطور جعلها تعتمد على الصواريخ:

  • شهاب 1، 2، 3: نماذج محسنة من سكود.
  • مديات تصل إلى 2000 كم.
  • تطوير صواريخ دقيقة قادرة على ضرب تل أبيب.

ويُعد البرنامج اليوم من بين أقوى خمسة برامج صاروخية في العالم من حيث الحجم والتنوع.

العرب: إخفاق تلو الآخر

رغم امتلاك بعض الدول العربية لموارد مالية وتقنية، إلا أن جهودها لم تثمر:

  • فشل مشروع "بدر 2000" بين مصر والعراق.
  • خضوع لقيود اتفاقية MTCR الدولية.
  • غياب الإرادة السياسية والعسكرية للردع الحقيقي.

حتى الأسلحة المتقدمة التي تُشترى من الغرب، تظل مشروطة الاستخدام، خاصة تجاه إسرائيل.

لماذا العرب خارج سباق القنبلة النووية مع إيران

2024–2025: المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل

مع تصاعد الأحداث بعد هجوم "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، انتقل الصراع إلى طور جديد:

  • إيران قصفت تل أبيب لأول مرة منذ حرب الخليج.
  • إسرائيل ردّت باغتيالات طالت علماء ومسؤولين.
  • انكشاف استخباراتي كبير داخل إيران في يونيو 2025.

ويبدو أن موازين القوى تتبدل تدريجيًا رغم تفوق إسرائيل التقني والاستخباراتي.

قراءة تحليلية إضافية: أبعاد التصعيد الإسرائيلي

شهدنا في يونيو 2025 عملية إسرائيلية مركبة ضد إيران، استهدفت منشآت حيوية وقادة عسكريين بارزين. هذا الهجوم جاء بعد مكالمة أمنية بين ترامب ونتنياهو، وأدى إلى رد إيراني غير منسق بالصواريخ الباليستية، ما أعاد للأذهان مشروع "أماد" والمأساة النووية العراقية.

التاريخ يُخبرنا أن القصف لا يُنهي الطموح، بل قد يُغذيه. ومثلما فشلت إسرائيل في تدمير مشروع العراق النووي في الثمانينات، قد تجد نفسها الآن تدفع إيران لتسريع سعيها نحو السلاح النووي.

خلاصة وتوصيات

من الواضح أن إيران استطاعت أن تفرض نفسها كقوة إقليمية ذات أنياب نووية وصاروخية، في حين بقيت الدول العربية في موقع رد الفعل لا الفعل. ويُبرز هذا الواقع الحاجة إلى:

  1. بناء مشروع عربي موحد لتقنيات الردع.
  2. تحرير القرار العسكري من الضغوط الدولية.
  3. الاستثمار في التعليم والتقنية والاستقلال الصناعي العسكري.

جميع الحقوق محفوظة © 2025 | تحليل استراتيجي وسياسي متخصص

Previous Post